يتذكر المسيحيين بعد خمسين يوم من الفصح، وعد السيد المسيح بنزول الروح القدس على الأرض. لأن العنصرة عيد مهم جدًا في الجذور المسيحية، يكون هذا اليوم في ألمانيا يوم عطلة ويتم إغلاق المحلات التجارية.
يستند عيد العنصرة على ما جاء في العهد الجديد. حيث كان في القدس مركز ثقافي للإمبراطورية الرومانية، والتقى العديد من الناس للاحتفال بالعيد .واجتمع تلاميذ السيد المسيح في بيت، وهناك حدث شيئًا غريبًا وعجيبًا:
"وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ، وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا." (اعمال الرسل ٢:٢-٤)
الكثير من الناس الذين جاءوا إلى أورشليم دُهشوا وصرخوا قائلين:
"فَلَمَّا صَارَ هذَا الصَّوْتُ، اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ
فَبُهِتَ الْجَمِيعُ وَتَعَجَّبُوا قَائِلِينَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «أَتُرَى لَيْسَ جَمِيعُ هؤُلاَءِ الْمُتَكَلِّمِينَ جَلِيلِيِّينَ؟"
(اعمال الرسل ٢:٦-٨)
في عيد العنصرة نالوا المسيحيين الروح القدس وقد حلّ عليهم، .وهذه المجموعة الخائفة الصغيرة من تلاميذ المسيح تحدثت فجأة بلغات مختلفة عن أفعال الله العظيمة. ومن تلك اللحظة كل الناس بدأت تسمع وتتعلم عن حبّ الله العظيم. وبسرعة انتشر هذا الخبر السار و الكثير من الناس نسيت حياتها القديمة واردوا التخلص من ذنوبهم عند الله. ارادوا البدء بحياة جديدة. واصبحوا يأتوا بانتظام سويًا لمعرفة المزيد عن السيد المسيح. واحتفلوا بعدها و كانهم عائلة واحدة كبيرة. كان عيد العنصرة ولادة المجتمع المسيحي اوالكنيسة في جميع أنحاء العالم. وكان هذا من البداية مع ناس من مختلف الجنسيات والبلاد.
منذ القرن الثالث يحتفل الناس بعيد العنصرة وهو يأتي دائمًا في اليوم الخمسين بعد الفصح. في ألمانيا، عيد العنصرة هو عطلة „مزدوجة“ اي يتم الاحتفال بها يومين، هناك احد العنصرة وثاني يوم العنصرة وهو الاثنين. في هذه الأيام تقام في كثير من الأحيان الصلاة في الهواء الطلق. ويلتقوا الناس بالطبيعة لان الصيف يكون قد اقترب ايضًا.
خلافا لعيد الميلاد وعيد الفصح فأن العنصرة تفتقر التحضيرات الكبيرة وغالبا ما تذهب الناس للمشي واحيانًا يشعلون مواقد النيران الصغيرة ويجلسون احتفالًا بالعنصرة. في القرى يأخذون الماشية الى المراعي والمروج وغالبا ما يكون هناك بين المواشي بما يسمى بثور العنصرة ويكون غالبًا ملونًا وهو بقود الماشية. بعض التحضيرات القديمة لم تعد موجودة أو اذا صح القول نادرة في الوقت الحاضر.
كما ان العيد هو عيد الاحتفال بالروح القدس هو أيضا احتفال بالأمل والفرح وكلاهما يمكننا اليوم الاستفادة منهم في حياتنا الحاضرة اليوم.